ثم وعد المؤمنين العاملين بسكنى الجنة تحريضاً منه تعالى ؛ وذكر الجزاء الذي ينالونه، ثم نعتهم بقوله :﴿ الذين صَبَرُواْ وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ وقرأ أبو عمر ويعقوب والجحدري وابن أبي إسحاق وابن محيصن والأعمش وحمزة والكسائي وخلف :﴿ يَا عِبَادِي ﴾ بإسكان الياء.
وفتحها الباقون.
﴿ إِنَّ أَرْضِي ﴾ فتحها ابن عامر.
وسكنها الباقون.
وروي أن رسول الله ﷺ قال :" من فرّ بدينه من أرض إلى أرض ولو قيد شبر استوجب الجنة وكان رفيق محمد وإبراهيم " عليهما السلام.
﴿ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون ﴾.
وقرأ السلميّ وأبو بكر عن عاصم :﴿ يُرْجَعُونَ ﴾ بالياء ؛ لقوله :﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ وقرأ الباقون بالتاء، لقوله :﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ وأنشد بعضهم :
الموتُ في كلِّ حينٍ يَنْشُدُ الكَفنَا...
ونحن في غفلةٍ عَمَّا يُرادُ بِنَا
لا تَركننَّ إلى الدّنيا وزَهْرتِها...
وإن تَوشَّحْتَ من أثوابها الحَسَنا
أينَ الأحبةُ والجيرانُ ما فَعَلُوا...
أينَ الذين هُمُو كانوا لها سَكَنَا
سَقَاهُمُ الموتُ كأساً غيرَ صافيةٍ...
صيرهم تحت أطباقِ الثَّرَى رُهُنَا
قوله تعالى :﴿ والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الجنة غُرَفَاً ﴾ وقرأ ابن مسعود والأعمش ويحيى بن وثّاب وحمزة والكسائي ؛ ﴿ لَنُثْوِيَنَّهُمْ ﴾ بالثاء مكان الباء من الثوى وهو الإقامة ؛ أي لنعطينهم غرفاً يثوون فيها.
وقرأ رويس عن يعقوب والجحدري والسلمي :"لَيُبَوِّئَنَّهُمْ" بالياء مكان النون.
الباقون ﴿ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ ﴾ أي "لننزلهم" ﴿ غُرَفاً ﴾ جمع غرفة وهي العُلِيَّة المشرِفة.