وفي صحيح مسلم عن سهل بن سعد أن رسول الله ﷺ قال :" "إن أهل الجنة ليتراؤون أهلَ الغرف من فوقهم كما تتراؤنَ الكوكبَ الدريّ الغابرَ من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم" قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم.
قال :"بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين" " وخرج الترمذي عن عليّ رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ :" "إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها" فقام إليه أعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله؟ قال :"هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام" " وقد زدنا هذا المعنى بياناً في كتاب "التذكرة" والحمد لله.
قوله تعالى :﴿ وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ﴾ أسند الواحدي عن يزيد بن هارون، قال : حدّثنا حجاج بن المِنْهال عن الزهري وهو عبد الرحمن بن عطاء عن عطاء " عن ابن عمر قال خرجنا مع رسول الله ﷺ حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر ( ويأكل ) فقال :"يا بن عمر مالك لا تأكل" فقلت : لا أشتهيه يا رسول الله فقال :"لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة لم أذق طعاماً ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا بن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سَنَتهم ويضعف اليقين" قال : والله ما برحنا حتى نزلت :﴿ وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السميع العليم ﴾ ".
قلت : وهذا ضعيف يُضعِفه أنه عليه السلام كان يدخر لأهله قوت سَنَتهم، اتفق البخاري عليه ومسلم.
وكان الصحابة يفعلون ذلك وهم القدوة، وأهل اليقين والأئمة لمن بعدهم من المتقين المتوكلين.


الصفحة التالية
Icon