وقال أبو حيان :
ثم أعقب تعالى ذلك بإقرارهم بأن مبدع العالم ومسخر النيرين هو الله.
وأتبع ذلك ببسط الرزق وضيقه، فقال :﴿ الله يبسط الرزق لمن يشاء ﴾ أن يبسطه، ﴿ ويقدر ﴾ لمن يشاء أن يقدره.
والضمير في له ظاهره العود على من يشاء، فيكون ذلك الواحد يبسط له في وقت، ويقدر في وقت.
ويجوز أن يكون الضمير عائداً عليه في اللفظ، والمراد لمن يشاء آخر، فصار نظير :﴿ وما يعمر من معمر، ولا ينقص من عمره ﴾ أي من عمر معمر آخر.
وقولهم : عندي درهم ونصفه : أي ونصف درهم آخر، فيكون المبسوط له الرزق غير المضيق عليه الرزق.
وقرأ علقمة الحمصي : ويقدر : بضم الياء وفتح القاف وشد الدال، ﴿ عليم ﴾ : يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم.
ولما أخبر بأنهم مقرون بأن موجد العالم، ومسخر النيرين، ومحيي الأرض بعد موتها هو الله، كان ذلك الإقرار ملزماً لهم أن رازق العباد إنما الله هو المتكفل به.
وأمر رسوله بالحمد له تعالى، لأن في إقرارهم توحيد الله بالإبداع ونفي الشركاء عنه في ذلك، وكان ذلك حجة عليهم، حيث أسندوا ذلك إلى الله وعبدوا الأصنام.
﴿ بل أكثرهم لا يعقلون ﴾، حيث يقرون بالصانع الرازق المحيي، ويعبدون غيره. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٧ صـ ﴾