وقال العلامة الكَرْمانى رحمه الله :
سورة الروم
٣٨٦ - قوله تعالى أو لم يسيروا في الأرض ٩ هنا وفي فاطر ٤٤ وأول المؤمن ٢١ بالواو وفي غيرهن بالفاء لأن ما قبلها في هذه السورة أو لم يتفكروا ٨ وكذلك بعدها وأثاروا الأرض ٩ بالواو فوافق ما قبلها وما بعدها وفي فاطر أيضا وافق ما قبله وما بعده فإن قبله ولن تجد لسنة الله تحويلا ٤٣ وبعدها وما كان الله ليعجزه من شيء ٤٤ وكذلك أول المؤمن قبله والذين يدعون من دونه ٢٠
وأما في آخر المؤمن فوافق ما قبله وما بعده وكانا بالفاء وهو قوله فآي آيات الله تنكرون ٨١ وبعده فما أغنى منهم ٨٢
٣٨٧ - قوله كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة ٩ من قبلهم متصل بكون آخر مضمر وقوله كانوا أشد منهم قوة إخبار عما كانوا عليه قبل الإهلاك
وخصت هذه السورة بهذا النسق لما يتصل من الآيات بعده وكله إخبار
عما كانوا عليه وهو أثاروا الأرض وعمروها ٩ وفي فاطر كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا ٤٤ بزيادة الواو لأن التقدير فينظروا كيف أهلكوا وكانوا أشد منهم قوة
وخصت هذه السورة به لقوله وما كان الله ليعجزه من شيء ٤٤ الآية
وفي المؤمن كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة ٢١ فأظهر كان العامل في من قبلهم وزاد هم لأن في هذه السورة وقعت في أوائل قصة نوح وهي تتم في ثلاثين آية فكان اللائق البسط وفي آخر المؤمن كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة ٨٢ فلم يبسط القول لأن أول السورة يدل عليه
٣٨٨ - قوله ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ٢١ وختم الآية بقوله يتفكرون ٢١ لأن الفكر يؤدي إلى الوقوف على المعاني التي خلقن لها من التآنس والتجانس وسكون كل واحد منهما إلى الآخر