وقال الشيخ الصابونى :
سورة الروم
مكية وآياتها ستون آية
بين يدي السورة
سورة الروم مكية، وأهدافها نفس أهداف السورة المكية، التي تعالج قضايا العقيدة الإسلامية، في إظارها العام وميدانها الفسيح " الإيمان بالوحدانية، وبالرسالة، وبالبعث والجزاء ".
* ابتدأت السورة الكريمة بالتنبؤ عن حدث غيبي هام، أخبر عنه القرآن الكريم قبل حدوثه، ألا وهو انتصار الروم على الفرس، في الحرب التي ستقع قريبا بينهما، وقد حدث كما أخبر عنه القرآن، وبذلك تحققت النبوءة، وذلك من أظهر الدلائل على صدق محمد ( ﷺ ) فيما جاء به من الوحي، ومن أعظم معجزات القرآن [ الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ] الآيات.
* ثم تحدثت السورة عن حقيقة المعركة بين حزب الرحمن، وحزب الشيطان، وأنها معركة قديمة قدم هذه الحياة، فالحرب لا تهدأ ما دام هناك حق وباطل، وخير وشر، وما دام الشيطان يحشد أعوانه وأنصاره لإطفأء نور الله، ومحاربة دعوة الرسل الكرام، وقد ساقت الآيات دلائل وشواهد على انتصار الحق على الباطل، في شتى العصور والدهور، وتلك هي سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا [ ويوم تقوم الساعة يبلس المجرهون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين ] الآيات
* ثم تناولت السورة الحديث عن القيامة وأهوالها وعن المصير المشنوم لأهل الكفر والضلال في ذلك اليوم العصيب، حيث يكون المؤمنون في روضات يحبرون، ويكون المجرمون في العذاب محضرين، وتلك نهاية المطاف للأبرار والفجار، والعاقبة الموكدة للمحسنين والمجرمين [ ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفزقون. فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة يحبرون. وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون ] الآيات.