فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الروم
الروم : أمة عظيمة من ولد روم بن عيص بن إسحق بن إبراهيم، كذا قال النسابون من العرب، أدنى الأرض : أي أقربها من الروم، والأقربية بالنظر إلى أهل مكة الذين يساق إليهم الحديث، والبضع : ما بين الثلاث إلى العشر، وقال : المبرد ما بين العقدين فى جميع الأعداد، ظاهر الحياة الدنيا : هو ما يشاهدونه من زخارفها ولذاتها الموافقة لشهواتهم التي تستدعى انهما كهم فيها وعكوفهم عليها.
يبلس المجرمون : أي يسكتون وتنقطع حجتهم، الروضة : الأرض ذات النبات والماء ويقال أراض الوادي واستراض إذا كثر ماؤه، وأرض القوم : أرواهم بعض الرّىّ، يحبرون : يسرون، يقال حبره يحبره (بالضم) حبرا وحبورا : إذا سره سرور لتهلل له وجهه، وظهر فيه أثره، وفى المثل : امتلأت بيوتهم حبرة، فهم ينتظرون العبرة، محضرون : أي مدخلون فيه لا يغيبون عنه.
من أنفسكم : أي منتزعا من أحوال أنفسكم، التي هى أقرب الأمور إليكم وأعرفها عندكم، ملكت أيمانكم : أي مماليككم وعبيدكم، فيما رزقناكم : أي من العقار والمنقول، فأنتم فيه سواء : أي تتصرفون فيه كتصرفكم، تخافونهم : أي تخافون أن يستبدوا بالتصرف فيه، كخيفتكم أنفسكم : أي كما يخاف الأحرار بعضهم من بعض، نفصل الآيات : أي نبيتها بالتمثيل الكاشف للمعانى، فمن يهدى من أضل اللّه ؟ :
أي لا أحد يهديهم، وما لهم من ناصرين : أي ليس لهم من قدرة اللّه منقذ ولا مجير.
أقم : من أقام العود وقوّمه إذا عدّله والمراد الإقبال على دين الإسلام والثبات عليه، حنيفا : من الحنف وهو الميل، فهو مائل من الضلالة إلى الاستقامة، والفطرة :
هى الحال التي خلق اللّه الناس عليها من القابلية للحق، والتهيؤ لإدراكه، وخلق اللّه :


الصفحة التالية
Icon