ونظير هذه الآية الآية ٧٤ من سورة النحل المارة فراجعها.
واعلم أن التمثيل لتصوير المعاني المعقولة تصويرة المحسوسة إبراز لأوابد المدركات على هيئة المأنوس ليكون غاية في الإيضاح والبيان، وفي هذه الآية إشارة إلى صحة أصل الشركة بين الناس لافتقارهم بعضهم لبعض، هذا ولما كان إعراضهم مستمر انتقل عن مجادلة إرشادهم إلى الحق لاستحالة قبولهم له فقال عز قوله "بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا" أنفسهم بشركهم ذلك "أَهْواءَهُمْ" في ضروب الإشراك "بِغَيْرِ عِلْمٍ" جاهلين ما يجب عليهم معرفته ولكن يا قوم "فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ" استفهام على طريق الإبعاد والتعجب أي لا أحد يقدر على هدايته "وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ" ٢٩ أي أن الذين يخذلهم اللّه لا أحد يمنعهم منه أو يحول بينهم وبين عذابه إذا حل بهم


الصفحة التالية
Icon