فلا تنظر يا سيد الرسل إلى هؤلاء وقم به أنت وأصحابك حال كونكم "مُنِيبِينَ إِلَيْهِ" خاضعين له راجعين إليه "وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ" المفروضة عليكم في أوقاتها فهي أسّه وعماده وملاك شعاء "وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ٣١ به غيره "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ" بدل من المشركين بإعادة الجار وقرىء فارقوا، وهذه الآية تقيّد آية الأنعام ١٥٩ المارة لأنها تفيد التبعيض وتلك تفيد العموم، وقدمنا ما يتعلق بمثل هذا الخطاب في الآية ٦٤ من سورة الزمر المارة، وهؤلاء لم يتفقوا على التفريق في الدين بل تعدّوه "وَكانُوا شِيَعاً" فرقا مختلفة فيه كل طائفة تشايع غيرها وإمامها الذي أضلها، ومع أنهم كلهم على ضلال في ذلك فإنهم "بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" ٣٢ راضون به يحسبونه حقا لعدم تدبرهم وتفكرهم في حقيقته، راجع الآية ١٣ من الشورى المارة تجد ما يتعلق ببحث التفرق.


الصفحة التالية
Icon