وبما أخرجه الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى انه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل (يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلم) ؟ فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد اللّه ورسوله، فيقال أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللّه به مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا ويفسح له في قبره سبعون ذراعا، وتملأ عليه خضرا إلى يوم القيامة، وأما الكافر إلخ.
وبما رواه الطبري في الكبير عن أبي أمامة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس القبر ثم ليقل يا فلان بن فلانة، فإنه يقول أرشدنا يرحمك اللّه، ولكنكم لا تسمعون إلخ.
وبما أخرجه أبو الشيخ من مرسل عبيد بن مرزوق قال : كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد فماتت، فلم يعلم بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فمر على قبرها فقال ما هذا القبر ؟
فقالوا أم محجن، قال التي كانت تقم المسجد ؟ قالوا نعم، فصف الناس، فصلى عليها، فقال صلّى اللّه عليه وسلم أي العمل وجدت أفضل ؟ قالوا يا رسول اللّه أتسمع ؟ قال ما أنتم بأسمع منها، فذّكر عليه الصلاة والسلام أنها أجابته قم المسجد أي كنسه، وإجابتها له
على سبيل المعجزة له صلّى اللّه عليه وسلم.
وبالحديث الذي رواه الشيخان المار ذكره في الآية ٢٦ من سورة إبراهيم المارة في بحث سؤال القبر.
وبما رواه البيهقي والحاكم وصححه وغيرهما عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم وقف على مصعب بن عمير المشار إليه في الآية ٤١ من سورة النازعات المارة وعلى أصحابه حين رجع من أحد فقال أشهد أنكم أحياء عند اللّه تعالى، ثم خاطب أصحابه فقال فزوروهم وسلموا عليهم فو الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردّوا عليه إلى يوم القيامة.


الصفحة التالية
Icon