وقال القرطبى فى الآيات السابقة :
ومعنى :﴿ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ﴾ أي نساء تسكنون إليها.
﴿ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ أي من نطف الرجال ومن جنسكم.
وقيل : المراد حوّاء، خلقها من ضِلع آدم ؛ قاله قتادة.
﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ قال ابن عباس ومجاهد : المودّة الجماع، والرحمة الولد ؛ وقاله الحسن.
وقيل : المودّة والرحمة عطفُ قلوبهم بعضهم على بعض.
وقال السدي : المودةُ : المحبةُ، والرحمةُ : الشفقةُ ؛ ورُوي معناه عن ابن عباس قال : المودّة حبُّ الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء.
ويقال : إن الرجل أصله من الأرض، وفيه قوّة الأرض، وفيه الفرج الذي منه بُدىء خلقه فيحتاج إلى سَكَن، وخُلقت المرأة سكناً للرجل ؛ قال الله تعالى :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ﴾ [ الروم : ٢٠ ] الآية.