فلا داعي إذن لأنْ أطلب المساواة بالمرأة، ولا أنْ تطلب المرأة المساواة بالرجل، لقد صُدعت رءوسنا من هؤلاء المنادين بهذه المساواة المزعومة، والتي لا معنى لها بعد قوله تعالى ﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لشتى ﴾ [ الليل : ٤ ] أي : مختلف، فلكُلٍّ منكما مهمته، كما أن الليل للراحة، والسكون والنهار للسعي والعمل، وبتكامل سَعْيكما ينشأ التكامل الأعلى.
فلا داعي إذن لأنْ أطلب المساواة بالمرأة، ولا أنْ تطلب المرأة المساواة بالرجل، لقد صُدعت رءوسنا من هؤلاء المنادين بهذه المساواة المزعومة، والتي لا معنى لها بعد قوله تعالى :﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لشتى ﴾ [ الليل : ٤ ].
وعجيب أن نسمع من يقول - من الرجال - ينبغي للمرأة أن تحتل مكان الرجل، وأنْ تؤدي ما يؤديه، ونقول : لا نستطيع أن تُحمِّل المرأة مهمة الرجل إلا إذا حمَّلْتَ الرجل مهمة المرأة، فيحمل كما تحمل، ويلد كما تلد، ويُرضِع كما تُرضِع، فدعونا من شعارات ( البلطجية ) الذين يهرفون بما لا يعرفون.
ومثل هذا قوله تعالى :﴿ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ... ﴾ [ التوبة : ١٢٨ ] أي : من جنسكم وبشريتكم، فهو نفس لها كل طاقات البشر، ليكون لكم أسوة، ولو جاء الرسول مَلَكاً لما تحققتْ فيه الأسوة، ولَقُلْتم هذا ملَك، ونحن لا نقدر على ما يقدر هو عليه. أو ﴿ مِّنْ أَنفُسِكُمْ... ﴾ [ التوبة : ١٢٨ ] يعني : من العرب ومن قريش.
والبعض يرى أن ﴿ مِّنْ أَنفُسِكُمْ... ﴾ [ التوبة : ١٢٨ ] يعني : خَلْق حواء من ضلع آدم، فهي من أنفسنا يعني : قطعة منا، لكن الكلام هنا


الصفحة التالية
Icon