وقال الماوردى :
قوله :﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ﴾
قال قتادة : من نطفة
. ﴿ ثُمَّ جَعَلَ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ﴾ قاله مجاهد : شباباً
. ﴿ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً ﴾ يعني هرماً وشيبة، قال قتادة : لأن بياض الشعر نذير بالفناء، قال الشاعر :
أُريت الشيب من نذر المنايا... لصاحبه وحسبك من نذير
﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ﴾ من قوة وضعف
. ﴿ وَهُوَ الْعَلِيمُ ﴾ بتدبيره ﴿ الْقَدِيرُ ﴾ على إرادته.
قوله تعالى :﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ قال ابن عباس : الكفار
. ﴿ مَا لَبِثواْ غَيْرَ سَاعَةٍ ﴾ فيه قولان
: أحدهما : في الدنيا استقلالاً لأجل الدنيا لما عاينوا من الآخرة، قاله قتادة.
الثاني : في قبورهم ما بين موتهم ونشورهم، قاله يحيى بن سلام.
﴿ كَذلِكَ ﴾ أي هكذا، قاله ابن جبير
. ﴿ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : يكذبون في الدنيا، قاله قتادة.
الثاني : يصدون في الدنيا عن الإيمان بالبعث. قاله يحيى بن سلام.
قوله :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ﴾ فيهم وجهان :
أحدهما : أنهم الملائكة، قاله الكلبي.
الثاني : أهل الكتاب.
﴿ وَالإِيمَانَ ﴾ يحتمل وجهين
: أحدهما : الإيمان بالكتاب المتقدم من غير تحريف له ولا تبديل فيه.
الثاني : الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
﴿ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ﴾ فيه ثلاثة أوجه
: أحدها : لقد لبثتم في علم الله، قاله الفراء.
الثاني : لقد لبثتم بما بيانه في كتاب الله، قاله ابن عيسى.
الثالث : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً تقديره :﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ﴾ في كتاب الله والإيمان ﴿ لَقَدْ لَبِثْتُم إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ﴾ قاله قتادة.
وفي ﴿ لَبِثْتُمْ ﴾ قولان :
أحدهما : لبثوا في قبورهم.
الثاني : في الدنيا أحياء وفي قبورهم أموات.


الصفحة التالية
Icon