وقالت طائفة : الشراء في هذه الآية مستعار، وإنما نزلت الآية في أحاديث قريش وتلهيهم بأمر الإسلام وخوضهم في الباطل.
قال ابن عطية : فكان ترك ما يجب فعله وامتثال هذه المنكرات شراءً لها ؛ على حد قوله تعالى :﴿ أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ﴾ [ البقرة : ١٦ ] ؛ اشتروا الكفر بالإيمان ؛ أي استبدلوه منه واختاروه عليه.
وقال مُطَرِّف : شراء لهوِ الحديث استحبابه.
قتادة : ولعلّه لا ينفق فيه مالاً، ولكن سماعه شراؤه.
قلت : القول الأوّل أولى ما قيل به في هذا الباب ؛ للحديث المرفوع فيه، وقول الصحابة والتابعين فيه.
وقد زاد الثعلبي والواحدِيّ في حديث أبي أمامة :" وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المَنْكِب ( والآخر على هذا المنكب ) فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت " وروى الترمذي وغيره من حديث أنس وغيره عن النبيّ ﷺ أنه قال :" صوتان ملعونان فاجران أنَهى عنهما : صوت مزمار ورنّة شيطان عند نغمة ومَرَح ورَنّة عند مصيبة لطم خدود وشق جيوب " وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه السلام قال : قال رسول الله ﷺ :" بُعثت بكسر المزامير " خرجه أبو طالب الغَيْلانِي.


الصفحة التالية
Icon