وقال ابن عطية :
﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾
هذه آية تنبيه على الصنعة الدالة على الصانع، وذلك أن تسخير هذه الأمور العظام كالشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح والحيوان والنبات إنما هو بمسخر ومالك، وقرأ يحيى بن عمارة وابن عباس " وأصبغ " بالصاد على بدلها من السين لأن حروف الاستعلاء تجتذب السين من سفلها إلى علوها فتردها صاداً، والجمهور قراءتهم بالسين، وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم والحسن والأعرج وأبو جعفر وابن نصاح وغيرهم " نعمَه " جمع نعمة كسدرة وسدر بفتح الدال، و" الظاهرة " هي الصحة وحسن الخلقة والمال وغير ذلك، و" الباطنة " المعتقدات من الإيمان ونحوه والعقل.
قال ابن عباس " الظاهر " الإسلام وحسن الخلقة، و" الباطنة " ما يستر من سيىء العمل، وفي الحديث قيل يا رسول الله قد عرفنا الظاهرة فما الباطنة؟ قال : ستر ما لو رآك الناس عليه لقتلوك.


الصفحة التالية
Icon