عليه من الحقوق والوالد يجزي لما فيه من الشفقة وليس بواجب عليه ذلك فقال في الوالد لا يجزي وقال في الولد ﴿وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ ﴾.
ثم قال تعالى :﴿إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ﴾ وهو يحتمل وجهين أحدهما : أن يكون تحقيقاً لليوم يعني اخشوا يوماً هذا شأنه وهو كائن لوعد الله به ووعده حق والثاني : أن يكون تحقيقاً لعدم الجزاء يعني :﴿لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ﴾ لأن الله وعد بألا تزر وازرة وزر أخرى ووعد الله حق، فلا يجزي والأول أحسن وأظهر.
ثم قال تعالى :﴿فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا﴾ يعني إذا كان الأمر كذلك فلا تغتروا بالدنيا فإنها زائلة لوقوع ( ذلك ) اليوم المذكور بالوعد الحق.
ثم قال تعالى :﴿وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بالله الغرور﴾ يعني الدنيا لا ينبغي أن تغركم بنفسها ولا ينبغي أن تغتروا ( بها ) وإن حملكم على محبتها غار من نفس أمارة أو شيطان فكان الناس على أقسام منهم من تدعوه الدنيا إلى نفسها فيميل إليها ومنهم من يوسوس في صدره الشيطان ويزين في عينه الدنيا ويؤمله ويقول إنك تحصل بها الآخرة أو تلتذ بها ثم تتوب فتجتمع لك الدنيا والآخرة، فنهاهم عن الأمرين وقال كونوا قسما ثالثاً، وهم الذين لا يلتفتون إلى الدنيا ولا إلى من يحسن الدنيا في الأعين.
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ


الصفحة التالية
Icon