وقال أنس : نزلت فينا معاشر الأنصار كنا نصلي المغرب فلا نرجع حتى نصلي العشاء مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم.
وأخرج مسلم من حديث عثمان بن عفان : من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله.
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال : لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوها ولو حبوا.
والآية واردة في صلاة الليل بعد النوم، لأن سياقها يدل على ذلك، ولا تسمى صلاة الليل تهجدا إلا بعد النوم، وهي كناية عن اشتغالهم بالعبادة وتركهم النوم المستفاد من قوله (تتجافى) أي تتباعد جنوبهم عن النوم.
ثم طفق جل شأنه يبين لعباده الذين هذا شأنهم ما لهم عنده من الثواب العظيم في الآخرة الذي يتنافس به المتنافسون بقوله جل قوله "فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ" وهم أولئك الكرام الذين مرت خصلتهم الحسنة التي يمجدها لهم ربهم.
والتنوين في
كلمة نفس يشعر بأنه لا يعلم أحد غيره من نبي مرسل أو ملك مقرب ما حىء لهؤلاء الكرام عنده في الآخرة جزاء تركهم النوم وانصبابهم لطاعة اللّه "مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ" أي شيء عظيم تطيب به أنفسهم وتنشرح به صدورهم "جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ١٧" في دنياهم.
روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال : يقول اللّه تبارك وتعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، اقرؤوا إن شئتم (فلا تعلم نفس) الآية.