وقال الماوردى :
قوله تعالى :﴿ نَسُوقُ الْمَآءَ ﴾
فيه وجهان
: أحدهما : بالمطر والثلج.
الثاني : بالأنهار والعيون.
﴿ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ ﴾ فيها خمسة أقاويل
: أحدها : أنها الأرض اليابسة، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أنها الأرض التي أكلت ما فيها من زرع وشجر، قاله ابن شجرة.
الثالث : أنها الأرض التي لا يأتيها الماء إلا من السيول، قاله ابن عباس.
الرابع : أنها أرض أبْينَ لا تنبت، قاله مجاهد.
الخامس : أنها قرى نبيا بين اليمن والشام، قاله الحسن. وأصل الجرز الانقطاع مأخوذ من قولهم سيف جراز أي قطاع وناقة جراز أي كانت تأكل كل شيء لأنها لا تبقي شيئاً إلا قطعته بفيها. ورجل جروز أكول قال الراجز :
حبُّ جروز وإذا جاع بكى... يأكل التمر ولا يلقى النوى
وتأول ابن عطاء هذه الآية على أنه توصل بركات المواعظ إلى القلوب القاسية.
قوله تعالى :﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ ﴾
فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : أنه فتح مكة، قاله الفراء.
الثاني : أن الفتح انقضى بعذابهم في الدنيا، قاله السدي.
الثالث : الحكم بالثواب والعقاب في القيامة، قاله مجاهد. قال الحسن لم يبعث الله نبياً إلا وهو يحذر من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
﴿ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِيمَانهُمْ ﴾
فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : أنهم الذي قتلهم خالد بن الوليد يوم فتح مكة من بني كنانة، قاله الفراء.
الثاني : أن يوم الفتح يوم القيامة، قاله مجاهد.
الثالث : أن اليوم الذي يأتيهم من العذاب، قاله عبد الرحمن بن زيد.
﴿ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ﴾ أي لا يؤخرون بالعذاب إذا جاء الوقت
. ﴿ فَأَعْرضْ عَنهُمْ ﴾ الآية. قال قتادة : نزلت قبل أن يؤمر بقتالهم، ويحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أعرض عن أذاهم وانتظر عقابهم.
الثاني : أعرض عن قتالهم وانتظر أن يؤذن لك في جهادهم.
الثالث : فأعرض بالهجرة وانتظر ما يمدك به من النصرة، والله أعلم. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon