وقال ملا حويش :
تفسير سورة الأحزاب
عدد ٤ - ٩٠ و٣٣
نزلت بالمدينة بعد سورة آل عمران، وهي ثلاث وسبعون آية، والف ومئتان وثمانون كلمة، وخمسة آلاف وسبعمئة وتسعون حرفا، لا يوجد مثلها في عدد الآي، وتقدم في سورة الكافرين ج ١ السور المبدوءة بما بدئت به.
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ" قال تعالى :"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ" فيما يعرضانه عليك أو يطلبانه منك لأنك لا تعلم دخائلهم "إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً" (١) لا يخفى على علمه شيء
زمانا ولا مكانا ولا كما ولا كيفية.
واعلم ان كان لاتصاف المخبر عنه بالخبر والدوام والاستمرار، لأنه لم يزل ولا يزال كذلك في الماضي والحال والاستقبال، وهي إذا كانت عاملة فيعود اسمها على اللّه تعالى ولا تسمى ناقصة تأدبا بل تسمى الرافعة للمبتدأ الناصبة للخبر، وإذا لم تكن عاملة سميت تامة فقط لأن الفعل إذا أضيف للّه تعالى تجرد عن الزمان وصار معناه الدوام بخلاف قولك كان الشيخ شابا، لأن الشبوبة تنقطع بالشيخوخة، فتكون في مثله بلا انقطاع قال تعالى "وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ" من الأوامر والنواهي والوفاء بالعهد وغيرهما مما أمرناك به "إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً" (٢) يستوي عنده السر والجهر "وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا" (٣) عن كل خلقه فتمسك به أنت وأصحابك.