يلي العدو ونخشى عليها السرقة، فأذن لنا نذهب نحافظها، فكذبهم اللّه بقوله "وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً" (١٣) من القتال وتقليل سواد المسلمين والغدر بهم "وَلَوْ دُخِلَتْ" تلك
البيوت من قبل الأحزاب "عَلَيْهِمْ" أي المحتجين المذكورين "مِنْ أَقْطارِها" أي المدينة "ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ" الرجوع إلى الكفر والارتداد عن الدين الحنيف "لَآتَوْها" حالا مسرعين لضعف إيمانهم باللّه وقلة يقينهم بوعده وشكهم في كلام الرسول ولأجابوا داعي الفتنة وافتتنوا في دينهم وكفروا "وَما تَلَبَّثُوا بِها" أي الإجابة إلى داعي الفتنة ولا تفكروا ولا ترددوا "إِلَّا يَسِيراً" (١٤) بقدر ما يكون به إعطاء الجواب ولم يتوقفوا أو يتأخروا، لأن إيمانهم صوريا لم تنشر به قلوبهم "وَلَقَدْ كانُوا" هؤلاء الطوائف الأربعة "عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ" رؤيتهم الأحزاب وقبل غزوة الخندق على أنهم "لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ" للأعداء وقد نقضوا عهدهم هذا فهربوا وتركوا المؤمنين وأولهم بنوا حارثة الذين احتجوا بتلك الحجة الواهية "وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلًا" (١٥) عنه في الآخرة أكثر مما يسأل عنه في الدنيا ويوبخ عليه فيهما.