وقال العلامة الكَرْمانى رحمه الله :
سورة الأحزاب
ذهب بعض القراء إلى أنه ليس في هذه السورة ما يذكر في المتشابه وبعضهم أورد فيها كلمات وليس في ذلك كثير تشابه بل قد يلتبس على الحافظ القليل البضاعة وعلى الصبي القليل التجارب فأوردتها إذ لم تخل من
فائدة وذكرت مع بعضها علامة يستعين بها المبتدئ في تلاوته
٤٠١ - منها قوله ليسأل الصادقين عن صدقهم ٨ وبعده ليجزي الله الصادقين بصدقهم ٢٤ ليس فيها تشابه لأن الأول من لفظ السؤال وصلته عن صدقهم وبعده وأعد للكافرين ٨ والثاني من لفظ الجزاء وفاعله الله وصلته بصدقهم بالباء وبعده ويعذب المنافقين ٢٤
٤٠٢ - ومنها قوله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم ٩ وبعده اذكروا الله ذكرا كثيرا ٤١ فيقال للمبتدئ إن الذي يأتي بعد العذاب الأليم نعمة من الله على المؤمنين وما يأتي قبل قوله هو الذي يصلى عليكم ٤٣ اذكروا الله ذكرا كثيرا ٤١ شكرا على أن أنزلكم منزلة نبيه في صلاته وصلاة ملائكته عليه حيث يقول إن الله وملائكته يصلون على النبي ٥٦
٤٠٣ - ومنها قوله يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن ٢٨ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ٥٩ ليس من المتشابه لأن الأول في التخيير والثاني في الحجاب
٤٠٤ - ومنها قوله سنة الله في الذين خلوا من قبل ٣٨ ٦٢ في موضعين وفي الفتح سنة الله التي قد خلت ٢٣ التقدير في الآيات سنة الله التي قد خلت في الذين خلوا فذكر في كل سورة الطرف الذي هو أعم واكتفى به عن الطرف الآخر والمراد بما في أول هذه السورة النكاح
نزلت حين عيروا رسول الله صلى الله عليه و سلم بنكاحه زينب فأنزل الله سنة الله في الذين خلوا من قبل أي النكاح سنة في النبيين على العموم وكانت لداود تسع وتسعون فضم إليهم المرأة التي خطبها أوريا وولدت سليمان والمراد بما في آخره هذه السورة القتل نزلت في المنافقين والشاكين الذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة على العموم