الآية نزلت في رجل بعينه ويقال إن الرجل عبد الله بن خطل والقول الثاني قول ضعيف لا يصح في اللغة وهو من منقطعات الزهري رواه معمر عنه في قوله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال بلغنا أن ذلك في شأن زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول ليس ابن رجل آخر ابنك والقول الثالث أصحها وأعلاها إسنادا وهو جيد الإسناد قرئ على محمد بن عمرو بن خالد عن أبيه قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال قلنا لابن عباس أرأيت قول الله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في
جوفه ما عني بذلك قال كان نبي الله يوما يصلي فخطر خطرة فقال النافقون الذين يصلون معه ألا ترون أن له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فأنزل الله جل وعز ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
قال أبو جعفر وهذا أولى الأقوال في الآية لما قلنا والمعنى ما جعل الله لرجل قلبا يحب به وقلبا يبغض به وقلبا يؤمن به وقلبا يكفر به ٤ - ثم قرن بهذا ما كان المشركون يطلقون به مما لا يكون فقال وما جعل أزواجكم اللاتي تظاهرون منهن أمهاتكم
وهو لفظ مشتق من الظهر وقرأ الحسن تظاهرون وأنكر هذه القراءة أبو عمرو بن العلاء وقال إنما يكون هذا من المعاونة قال أبو جعفر وليس يمتنع شئ من هذا لاتفاق اللفظين ويدل على صحته الظهار ٥ - ثم قال جل وعز وما جعل أدعياءكم أبناءكم آية ٤ أي ما جعل من تبنيتموه واتخذتموه ولدا بمنزلة الولد في الميراث قال مجاهد نزل هذا في زيد بن حارثة
٦ - ثم قال جل وعز ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل آية ٤ أي هو شئ تقولونه على التشبيه وليس بحقيقة والله يقول الحق أي لا يجعل غير الولد ولدا وهو يهدي السبيل أي سبيل الحق