وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب المعنى إنهم لفزعهم ورعبهم إذا جاء من يقاتلهم ودوا أنهم بادون في الأعراب وقرأ طلحة بن مصرف يودوا لو أنهم بذا في الأعراب بدا والمعنى واحد وهو جمع باد كما يقال غزا وغزى ٣٣ - ثم خبر تعالى بما يقول المؤمنون فقال ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وقيل الذي وعدهم في قوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة
ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء كذا قال قتادة وقال يزيد بن رومان الأحزاب قريش وغطفان ٣٤ - وقوله جل وعز من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يقال صدقت العهد أي وفيته ٣٥ - ثم قال جل وعز فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا آية ٢٣ روى سعيد بن مسروق عن مجاهد قال نحبه عهده وروى خصيف عن عكرمة عن ابن عباس فمنهم من قضى نحبه قال مات على ما عاهد عليه ومنهم من ينتظر ذلك
قال أبو جعفر حكى أهل اللغة أن النحب العهد والنفس والخطر العظيم وأشهرها أن النحب العهد كما قال مجاهد ويصححه أنه يروى أن قوما جعلوا على أنفسهم إن لاقوا العدو أن يصدقوا القتال حتى تقبلوا أو يفتح الله جل وعز عليهم فالمعنى فمنهم من قضى أجله وسمي الأجل عهدا لأنه على العهد كان أو قضى عهده
ثم قال تعالى وما بدلوا تبديلا أي وما بدلوا دينهم تبديلا ٣٦ - ثم قال جل وعز ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا قال مجاهد أبا سفيان وأصحابه ٣٧ - ثم قال جل وعز وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم أي أعاونهم من أهل الكتاب قال مجاهد بني قريظة من صياصهم من قصورهم وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة من صياصيهم من حصونهم
قال أبو جعفر والقصور قد يتحصن بها وأصل الصيصية