وقال عبد الله بن عمر عرض على آدم الثواب والعقاب وقال الضحاك الأمانة الطاعة عرضت على السموات
والأرض والجبال إن خالفنها هو عذبن وسلم فأبين وحملها الإنسان وقال قتادة عرضت الفرائض على الخلق فأبين إلا آدم صلى الله عليه وسلم
قال أبو جعفر وهذ الأقوال وهي أقوال الأئمة من أهل التفسير تتأول على معنيين أحدهما أن الله جل وعز جعل في هذه الأشياء ما تميز به ثم عرض عليها الفرائض والطاعة والمعصية والمعنى الآخر أن الله جل وعز ائتمن ابن آدم على الطاعة وائتمن هذه الأشياء على الطاعة والخضوع فخبرنا أن هذه الأشياء لم تحتمل الأمانة أي لم تخنها يقال حمل الأمانة واحتملها أي خانها وحمل إثمها
وقيل المعنى وحملها الإنسان ولم يقم بها فحذف لعلم المخاطب بذلك فقال جل وعز قالتا أتينا طائعين وقال وإن منها لما يهبط من خشية الله وحملها الإنسان أي خانها وحمل إثمها قال الحسن وحملها الإنسان أي الكافر والمنافق قال أبو جعفر وقول الحسن يدل على التأويل الثاني ويدل عليه أيضا قوله ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما.
تمت بعونه تعالى سورة الأحزاب. أ هـ ﴿معانى القرآن / للنحاس حـ ٥ صـ ٣١٧ ـ ٣٨٧﴾