وقوله: ﴿وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً﴾ كلّ القُرّاء قد اجتمعُوا على كسر السين. وتأسُرُون لغة ولم يقرأ بها أحد.
﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ﴾
وقوله: ﴿وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا...﴾
عَنَى خَيْبَر، ولم يكونوا نالوها، فوعدهم إيّاها الله.
﴿ يانِسَآءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ﴾
وقوله: ﴿مَن يَأْتِ مِنكُنَّ...﴾
اجتمعت القراء على قراءة ﴿مَن يَأْتِ﴾ بالياء واختلفوا فى قوله: ﴿وَيَعْمَلْ صَالِحاً﴾ فقرأها عاصم والحسَن وأهلُ المدينة بالتاء: وقرأها الأعمش وأبو عبدالرحمن السُلَمىّ بالياء. فالذين قرءوا بالياء أتْبعوا الفعْل الآخر بـ ﴿يَأْتِ﴾ إذْ كان مذكّرا. والذينَ أنّثوا قالوا لمَّا جاء الفعل بعدهُنَّ عُلِم أنه للأنثى، فأخرجنَاهُ على التأويل. والعرب تقول: كم بيع لك جاريةً، فإذا قالوا: كم جاريةً بيعت لك أنّثوا، والفعل فى الوجهين جميعاً لكُمْ، إلاّ أن الفعل لمّا أتى بعد الجارية ذُهِب به إلى التأنيث، ولو ذكّر كان صواباً، لأنَّ الجارية مفسِّرةٌ ليسَ الفِعْلُ لها، وأنشدنى بعض العرب:
أيام أم عمرٍو من يكن عقرَ داره * جواءٌ عدىٍّ ياكل الحشرات
ويسود من لفح السّموم جَبينه * ويَعْرَ وإن كانوا ذوى بكرات
وجواءَ عَدِىٍّ.
قال الفراء: سمعتها أيضاً نصباً ولو قال: (وإن كان) كانَ صَوَاباً وكل حَسَنٌ.
﴿ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً ﴾
وقوله: ﴿وَمَن يَقْنُتْ...﴾
بالياء لم يختلف القراء فيها.
وقوله: ﴿نُؤْتِهَآ﴾ قرَأَها أهل الحجاز بالنون. وقرأها يحيى بن وثّاب والأعمش وأبو عبدالرحمن السُلمىّ بالياء.