يقدرون عليهم فكان تقديم الفعل ههنا أولى، وكذلك الكلام في قوله :﴿وَأَنزَلَ الذين ظاهروهم﴾ وقوله :﴿وَقَذَفَ﴾ فإن قذف الرعب قبل الإنزال لأن الرعب صار سبب الإنزال، ولكن لما كان الفرح في إنزالهم أكثر، قدم الإنزال على قذف الرعب، والله أعلم.
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢٧)
فيه ترتيب على ما كان، فإن المؤمنين أولاً تملكوا أرضهم بالنزول فيها والاستيلاء عليها ثم تملكوا ديارهم بالدخول عليهم وأخذ قلاعهم ثم أموالهم التي كانت في بيوتهم وقوله :﴿وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا﴾ قيل المراد القلاع وقيل المراد الروم وأرض فارس وقيل كل ما يؤخذ إلى يوم القيامة :﴿وَكَانَ الله على كُلّ شَىْء قَدِيراً﴾ هذا يؤكد قول من قال إن المراد من قولهم :﴿وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا﴾ هو ما سيؤخذ بعد بني قريظة، ووجهه هو أن الله تعالى لما ملكهم تلك البلاد ووعدهم بغيرها دفع استبعاد من لا يكون قوي الاتكال على الله تعالى وقال أليس الله ملككم هذه فهو على كل شيء قدير يملككم غيرها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٥ صـ ١٧٦ ـ ١٧٨﴾


الصفحة التالية
Icon