وقال الماوردى :
قوله تعالى :﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَغَيظِهِمْ ﴾
يعني أبا سفيان وجموعه من الأحزاب.
﴿ بِغَيظِهِمْ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : بحقدهم.
الثاني : بغمّهم.
﴿ لَمْ يَنَالُواْ خَيراً ﴾ قال السدي لم يصيبوا من محمد وأصحابه ظفراً ولا مغنماً
. ﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : بعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه. حكى سفيان الثوري عن زيد عن مرة قال أقرأنا ابن مسعود هذا الحرف :﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾ بعلي بن أبي طالب.
الثاني : بالريح والملائكة، قاله قتادة والسدي.
﴿ وََكَانَ اللَّهُ قَوِياً ﴾ في سلطانه. ﴿ عَزِيزاً ﴾ في انتقامه.
قوله تعالى :﴿ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْل الْكِتَابِ ﴾
هم بنو قريظة من اليهود ظاهرواْ أبا سفيان ومجموعة من الأحزاب على رسول الله ﷺ أي عاونوه والمظاهرة هي المعاونة. وكان بينهم وبين رسول الله ﷺ عهد فنقضوه فغزاهم بعد ستة عشر يوماً من الخندق قال قتادة نزل عليه جبريل وهو عند زينب بنت جحش يغسل رأسه فقال عفا الله عنك ما وضعت الملائكة سلاحها منذ أربعين ليلة فانهد إلى بني قريظة فإني قد قلعت أوتادهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال فسار إليهم فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة حتى نزلوا على التحكيم في أنفسهم.
وفيمن نزلوا على حكمه قولان :
أحدهما : أنهم نزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم أن يقتل مقاتلوهم ويسبى ذراريهم وأن عقارهم للمهاجرين دون الأنصار فقال قومه : آثرت المهاجرين بالعقار علينا، فقال : إنكم ذوو عقار وليس للمهاجرين فكبّر رسول الله ﷺ وقال " قُضِيَ فِيهِم بِحُكْمِ اللَّهِ " قاله قتادة