. الثاني : أنهم نزلوا على حكم رسول الله ﷺ ولم يحكموا سعداً لكن أرسل رسول الله ﷺ إلى سعد فقال :" أَشِر عَلَيَّ فِيهِم " فقال : لو وليتني أمرهم لقتلت مقاتليهم ولسبيت ذراريهم ولقسمت أموالهم فقال :" وَالَّذِي نَفْسِ بِيَدِهِ لََقَدْ أَشَرتَ عَلَيَّ فِيهِم بِالَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِ " وروي ذلك عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبيه.
﴿ مِن صَيَاصِيهِمْ ﴾ من حصونهم قال الشاعر
فأصبحت النسوان عقرى وأصبحت... نساء تميم يبتدرْن الصياصيا.
وسميت بذلك لامتناعهم بها، ومنه سميت قرون البقر صياصي لامتناعها بها، وسميت شوكة الديك التي في ساقه صيصية.
﴿ وَقَذَفَ فِي قُُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾ قال قتادة بصنيع جبريل بهم
. ﴿ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ﴾ حكى عطية القرظي أنهم عُرضوا على النبي ﷺ يوم بني قريظة فمن كان احتلم أو نبتت عانته قتل، فنظروا إليّ فلم تكن نبتت عانتي فتركت فقيل إنه قتل منهم أربعمائة وخمسين رجلاً وهم الذين عناهم الله بقوله ﴿ فَرِيقاً تقتلون ﴾ وسبي سبعمائة وخمسين رجلاً وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله ﴿ وتأسرون فريقاً ﴾ وقال قتادة : قتل أربعمائة وسبى سبعمائة.
﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُم وَأَمْوَالَهُم ﴾ يريد بالأرض النخل والمزارع، وبالدبار المنازل وبالأموال المنقولة.
﴿ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُوهَا ﴾ فيها أربعة أقاويل
: أحدها : أنها مكة، قاله قتادة.
الثاني : خيبر، قاله السدي وابن زيد.
الثالث : فارس والروم، قاله الحسن.
الرابع : ما ظهر عليه المسلمون إلى يوم القيامة، قاله عكرمة.
﴿ وَكَانَ اللَّهُ علََى كُلِّ شَيءٍ قَدِيراً ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قديرٌ، قاله ابن اسحاق.
الثاني : على ما أراد أن يفتحه من الحصون والقرى، قدير، قاله النقاش. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon