الغدر برسول الله ﷺ، فلما ذهب الأحزاب دخل عندهم وفاء لهم، فأخذه الحصر حتى نزل فيمن نزل على حكم سعد، فلما نزل وعليه حلتان فقاحيتان، ويداه مجموعة إلى عنقه أبصر رسول الله ﷺ، فقال له : والله يا محمد أما والله ما لمت نفسي في عداوتك، ولقد اجتهدت، ولكن من يخذل الله يخذل، ثم قال : أيها الناس إنه لا بأس بأمر الله وقدره ملحمة كتبت على بني إسرائيل ثم تقدم فضربت عنقه، وفيه يقول جبل بن حوال الثعلبي :[ الطويل ]
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه... ولكنه من يخذل الله يخذل
لأجهد حتى أبلغ النفس عذرها... وقلقل يبغي العز كل مقلقل
و﴿ ظاهروهم ﴾ معناه عاونوهم، وقرأ عبد الله بن مسعود " آزروهم " وهي بمعنى ﴿ ظاهروهم ﴾ و" الصياصي " : الحصون، واحدها صيصة وهي كل ما يمتنع به، ومنه يقال لقرون البقر الصياصي، والصياصي أيضاً : شوك الحاكة، وتتخذ من حديد، ومنه قول دريد بن الصمة :[ الطويل ]
كوقع الصاصي في النسيخ الممدّد... والفريق المقتول : الرجال المقاتلة، والفريق المأسور : العيال والذرية، وقرأ الجمهور " وتأسِرون " بكسر السين، وقرأ أبو حيوة " تأسُرون " بضم السين، وقوله ﴿ وأورثكم ﴾ استعارة من حيث حصل ذلك لهم بعد موت الآخرين من قبلهم، وقوله ﴿ وأرضاً لم تطؤوها ﴾، يريد بها البلاد التي فتحت على المسلمين بعد كالعراق والشام ومكة فوعد الله تعالى بها عند فتح حصون بني قريظة وأخبر أنه قد قضى بذلك قاله عكرمة، وذكر الطبري عن فرق أنهم خصصوا ذلك، فقال الحسن بن أبي الحسن : أراد الروم وفارس، وقال قتادة : كنا نتحدث أنها مكة، وقال يزيد بن رومان ومقاتل وابن زيد : هي خيبر، وقالت فرقة اليمن.
قال الفقيه الإمام القاضي : ولا وجه لتخصيص شيء من ذلك دون شيء. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾