وحكى غيره :" أنهم نزلوا أوَّلاً على حكم سعد بن معاذ، وكان بينهم وبين قومه حلف، فَرَجَواْ أن تأخذه فيهم هوادة، فحكم فيهم أن يُقتل كلُّ مَنْ جَرَت عليه المَوَاسي، وتُسبى النساء والذراري، وتُقسم الأموال.
فقال رسول الله ﷺ :"لقد حكمتَ بحُكم الله من فوق سبعة أرقعة" ؛ وانصرف رسول الله ﷺ، وأمر بهم فأُدخلوا المدينة، وحُفر لهم أُخدود في السوق، وجلس رسول الله ﷺ ومعه أصحابه، وأُخرجوا إِليه فضُربت أعناقهم، وكانوا ما بين الستمائة إِلى السبعمائة ".
قوله تعالى :﴿ مِنْ صياصيهم ﴾ قال ابن عباس وقتادة : من حصونهم ؛ قال ابن قتيبة : وأصل الصيَّاصي : قرون البقر، لأنها تمتنع بها وتدفع عن أنفسها ؛ فقيل : للحصون : الصياصي، لأنها تَمنع، وقال الزجاج : كل قرن صيصية، وصيصية الديك : شوكة يتحصن بها.
قوله تعالى :﴿ وقَذَفَ في قلوبهم الرُّعب ﴾ أي : ألقى فيها الخوف ﴿ فريقاً تقتُلون ﴾ وهم المُقاتِلة ﴿ وتأسِرون ﴾ وقرأ ابن يعمر، وابن أبي عبلة :﴿ وتأسُرون ﴾ برفع السين ﴿ فريقاً ﴾ وهم النساء والذَّراري، ﴿ وأَورَثكم أرضَهم وديارهم ﴾ يعني عَقارهم ونخيلهم ومنازلهم ﴿ وأموالَهم ﴾ من الذهب والفضة والحُلِيّ والعبيد والإِماء ﴿ وأرضاً لم تطؤوها ﴾ أي : لم تطؤوها بأقدامكم بَعْدُ، وهي مما سنفتحها عليكم ؛ وفيها أربعة أقوال.
أحدها : أنها فارس والروم، قاله الحسن.
والثاني : ما ظهر عليه المسلمون إِلى يوم القيامة، قاله عكرمة.
والثالث : مكة، قاله قتادة.
والرابع : خيبر، قاله ابن زيد، وابن السائب، وابن إِسحاق، ومقاتل. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon