فائدة
قال القاضى عياض :
قال ﷺ :[ ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين فكيف أن تكون له خيانة قلب ]
فإن قلت : فما معنى إذا قوله تعالى في قصة زيد :﴿ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ونخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ﴾ [ سورة الأحزاب / ٣٣، الآية : ٣٧ ]
فاعلم ـ أكرمك الله ولا تسترب في تنزيه النبي ﷺ عن هذا الظاهر
وأن يأمر زيدا بإمساكها وهو يحب تطليقه إياها كما ذكر عن جماعة من المفسرين
وأصح ما في هذا ما حكاه أهل التفسير عن علي بن حسين ـ أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه فلما شكاها إليه زيد قال له :﴿ أمسك عليك زوجك واتق الله ﴾ وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه ومظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها
وروى نحوه عمرو بن فائد عن الزهري قال : نزل جبريل على النبي يعلمه أن الله يزوجه زينب بنت جحش فذلك الذي أخفى في نفسه ويصحح هذا قول المفسرين في قوله تعالى بعد هذا :﴿ وكان أمر الله مفعولا ﴾ أي لا بد لك أن تتزوجها
ويوضح هذا أن الله لم يبد من أمره معها غير زواجه لها فدل أنه الذي أخفاه ﷺ مما كان أعلمه به تعالى
وقوله تعالى في القصة :﴿ ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله مفعولا ﴾ [ سورة الأحزاب / ٣٣، الآية : ٣٧ ]
فدل أنه لم يكن عليه حرج في الأمر


الصفحة التالية
Icon