وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ ما كان على النبيِّ مِنْ حَرَجٍ فيما فَرَضَ اللّهُ له ﴾
قال قتادة : فيما أَحَلَّ اللّهُ له من النساء.
قوله تعالى :﴿ سُنَّةَ الله ﴾ هي منصوبة على المصدر، لأن معنى ﴿ ما كان على النبيِّ مِنْ حَرَج ﴾ : سنَّ اللّهُ سُنَّة واسعة لا حَرَج فيها.
والذين خَلَوا : هم النبيُّون ؛ فالمعنى : أن سُنَّة الله في التَّوسعة على محمد فيما فرض له، كسُنَّته في الأنبياء الماضين.
قال ابن السائب : هكذا سُنَّة الله في الأنبياء، كداود، فانه كان له مائة امرأة، وسليمان كان له سبعمائة امرأة وثلاثمائة سُرِّيَّة، ﴿ وكان أمر الله قَدَراً مقدوراً ﴾ أي : قضاءً مقضيّاً.
وقال ابن قتيبة :﴿ سُنَّةَ الله في الذين خَلَوا ﴾ معناه : لا حَرَجَ على أحد فيما لم يَحْرُم عليه.
ثم أثنى الله على الأنبياء بقوله :﴿ الذين يبلِّغون رسالات الله ويخشَوْنه ولا يَخشَون أَحداً إِلاَّ اللّهَ ﴾ أي : لا يخافون لائمة الناس وقولهم فيما أُحِلَّ لهم.
وباقي الآية قد تقدم بيانه [ النساء : ٦ ]. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon