وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ سُنَّةَ الله فِي الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلُ ﴾
هذه مخاطبة من الله تعالى لجميع الأمة.
أعلمهم أن هذا ونحوه هو السَّنن الأقدم في الأنبياء أن ينالوا ما أحلّه لهم ؛ أي سَنّ لمحمد ﷺ التوسعة عليه في النكاح سُنّة الأنبياء الماضية ؛ كداود وسليمان.
فكان لداود مائة امرأة وثلاثمائة سُرِّية، ولسليمان ثلاثمائة امرأة وسبعمائة سُرِّية.
وذكر الثعلبيّ عن مقاتل وابن الكلبيّ أن الإشارة إلى داود عليه السلام ؛ حيث جمع الله بينه وبين من فُتن بها.
و"سُنَّةَ" نصب على المصدر ؛ أي سَنّ الله له سُنة واسعة.
و"الَّذِينَ خَلَوْا" هم الأنبياء ؛ بدليل وصفهم بعدُ بقوله :﴿ الذين يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ الله ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon