﴿ ومن يقنت ﴾ : أي يطع ويخضع بالعبودية لله، وبالموافقة لرسوله.
وقرأ الجمهور : ومن يقنت بالمذكر، حملاً على لفظ من، وتعمل بالتاء حملاً على المعنى.
﴿ نؤتها ﴾ : بنون العظمة.
وقرأ الجحدري، والأسواري، ويعقوب، في رواية : ومن تقنت بتاء التأنيث، حملاً على المعنى، وبها قرأ ابن عامر في رواية، ورواها أبو حاتم عن أبي جعفر وشيبة ونافع.
وقال ابن خالويه : ما سمعت أن أحداً قرأ : ومن يقنت، إلا بالتاء.
وقرأ السلمي، وابن وثاب، وحمزة، والكسائي : بياء من تحت في ثلاثتها.
وذكر أبو البقاء أن بعضهم قرأ : ومن يقنت بالياء، حملاً على المعنى، ويعمل بالياء حملاً على لفظ من قال ؛ فقال بعض النحويين : هذا ضعيف، لأن التذكير أصل لا يجعل تبعاً للتأنيث، وما عللوه به قد جاء مثله في القرآن، وهو قوله تعالى :﴿ خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ﴾ انتهى.
وتقدم الكلام على ﴿ خالصة ﴾ في الأنعام.
والرزق الكريم : الجنة.
قال ابن عطية : ويجوز أن يكون في ذلك وعد دنياوي، أي أن أرزاقها في الدنيا على الله، وهو كريم من حيث هو حلال وقصد، وبرضا من الله في نيله.
وقال بعض المفسرين : العذاب الذي توعد به ضعفين هو عذاب الدنيا، ثم عذاب الآخرة ؛ وكذلك الأجر، وهو ضعيف. انتهى.
وإنما ضوعف أجرهن لطلبهن رضا رسول الله، بحسن الخلق وطيب المعاشرة والقناعة والتوقر على عبادة الله
﴿ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ﴾ : أي ليس كل واحدة منكن كشخص واحد من النساء، أي من نساء عصرك.
وليس النفي منصباً على التشبيه في كونهن نسوة.
تقول : ليس زيد كآحاد الناس، لا تريد نفي التشبيه عن كونه إنساناً، بل في وصف أخص موجود فيه، وهو كونه عالماً، أو عاملاً، أو مصلياً.
فالمعنى : أنه يوجد فيكن من التمييز ما لا يوجد في غيركن، وهو كونكن أمهات المؤمنين وزوجات خير المرسلين.