قال الفقيه الإمام القاضي : وذهبت هبة الله في الناسخ والمنسوخ له إلى أن قوله ﴿ ترجي من تشاء ﴾ الآية ناسخ لقوله ﴿ لا يحل لك النساء من بعد ﴾ الآية، وقال ليس في كتاب الله تعالى ناسخ تقدم المنسوخ إلا هذا.
قال الفقيه الإمام القاضي : وكلامه يضعف من جهات، وقوله عز وجل ﴿ ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ﴾ يحتمل معاني : أحدها أن تكون ﴿ من ﴾ للتبعيض، أي من إرادته وطلبته نفسه ممن قد كنت عزلته فلا جناح عليك في رده إلى نفسك وإيوائه إليه بعد عزلته، ووجه ثان وهو أن يكون مقوياً ومؤكداً لقوله ﴿ ترجى من تشاء وتؤوي من تشاء ﴾ فيقول بعد ﴿ ومن ابتغيت ممن عزلت ﴾ فذلك سواء ﴿ فلا جناح عليك ﴾ في جمعه، وهذا كما تقول من لقيك ممن لم يلقك جميعهم لك شاكر وأنت تريد من لقيك ومن لم يلقك، وهذا المعنى يصح أن يكون في معنى القسم، ويصح أن يكون في الطلاق والإمساك وفي الواهبات، وبكل واحد قالت فرقة : وقرأ جمهور الناس " ذلك أدنى أن تقر أعينُهن " برفع " الأعين "، وقرأ ابن محيصن " أن تُقر أعينَهن " بضم التاء ونصب " الأعين "، وقوله ﴿ بما آتيتهن ﴾ أي من نفسك ومالك، وقرأ جمهور الناس " كلُّهن " بالرفع على التأكيد للضمير في ﴿ يرضين ﴾ ولم يجوز الطبري غير هذا، وقرأ جويرية بن عابد بالنصب على التأكيد في ﴿ آتيتهن ﴾.


الصفحة التالية
Icon