ولفظ مسلم : قال : قال رسول الله ﷺ :" كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سَوْءَةِ بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر قال فذهب يوماً يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففرّ الحجر بثوبه قال فجمح موسى عليه السلام بإثره يقول ثَوْبي حَجَرُ ثوبي حَجَرُ حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سَوْءة موسى وقالوا والله ما بموسى من بأس فقام الحجر حتى نُظر إليه قال فأخذ ثوبه فطفِق بالحجر ضرْباً " قال أبو هريرة : والله إنه بالحجر نَدَبٌ ستةٌ أو سبعةٌ ضَرْبُ موسى بالحجر.
فهذا قول.
وروي عن ابن عباس عن عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال : آذوْا موسى بأن قالوا : قتل هارون ؛ وذلك أن موسى وهارون خرجا من فَحْص التِّيه إلى جبل فمات هارون فيه، فجاء موسى فقالت بنو إسرائيل لموسى : أنت قتلته، وكان ألين لنا منك وأشدّ حُبًّا.
فآذوْه بذلك فأمر الله تعالى الملائكة فحملته حتى طافوا به في بني إسرائيل، ورأوا آية عظيمة دلّتهم على صدق موسى، ولم يكن فيه أثر القتل.
وقد قيل : إن الملائكة تكلّمت بموته ولم يعرف موضع قبره إلا الرَّخَم، وأنه تعالى جعله أصم أبكم.
ومات هارون قبل موسى في التِّيه، ومات موسى قبل انقضاء مدّة التِّيه بشهرين.
وحكى القشيريّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : أن الله تعالى أحيا هارون فأخبرهم أنه لم يقتله، ثم مات.
وقد قيل : إن أذِيّة موسى عليه السلام رميهم إياه بالسحر والجنون.
والصحيح الأوّل.
ويحتمل أن فعلوا كل ذلك فبرّأه الله من جميع ذلك.
مسألة : في وضع موسى عليه السلام ثوبه على الحجر ودخوله في الماء عُرياناً دليل على جواز ذلك، وهو مذهب الجمهور.
ومنعه ابن أبي لَيْلَى واحتجّ بحديث لم يصحّ ؛ وهو قوله ﷺ :" لا تدخلو الماء إلا بمئزر فإن للماء عامراً " قال القاضي عياض : وهو ضعيف عند أهل العلم.