وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ لئن لم ينته المنافقون ﴾
أي : عن نفاقهم ﴿ والذين في قلوبهم مرض ﴾ أي : فجور : وهم الزناة ﴿ والمُرْجِفون في المدينة ﴾ بالكذب والباطل، يقولون : أتاكم العدوّ، وقُتلت سراياكم وهُزمت ﴿ لَنُغْريَنَّك بهم ﴾ أي : لَنُسلِّطنَّك عليهم بأن نأمرك بقتالهم.
قال المفسرون : وقد أُغري بهم، فقيل له :﴿ جاهد الكفار والمنافقين ﴾ [ التوبة : ٧٣، التحريم : ٩ ]، وقال يوم الجمعة "اخرج يا فلان من المسجد فانك منافق، قم يا فلان فانك منافق" ﴿ ثم لا يجاورونك فيها ﴾ أي : في المدينة ﴿ إِلاَّ قليلاً ﴾ حتى يهلكوا، ﴿ ملعونين ﴾ منصوب على الحال ؛ أي : لا يجاورونك إِلاَّ وهم ملعونون ﴿ أينما ثُقِفوا ﴾ أي : وُجِدوا وأُدركوا ﴿ أُخذوا وقُتِّلوا تقتيلاً ﴾ معنى الكلام : الأمر، أي : هذا الحكم فيهم، ﴿ سُنَّةَ الله ﴾ أي : سنَّ في الذين ينافقون الأنبياء ويُرجِفون بهم أن يُفعل بهم هذا. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon