وسابعها : قال الله تعالى :﴿كَانَ الناس أُمَّةً واحدة فَبَعَثَ الله النبيين﴾ [ البقرة : ٢١٣ ] إلى قوله :﴿إِلاَّ الذين أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينات بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [ البقرة : ٢١٣ ] قيل في التفسير : حسداً.
وثامنها : قوله تعالى :﴿وَمَا تَفَرَّقُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾ [ الشورى : ١٤ ] فأنزل الله العلم ليؤلف بينهم على طاعته فتحاسدوا واختلفوا، إذ أراد كل واحد أن ينفرد بالرياسة وقبول القول.
وتاسعها : قال ابن عباس : كانت اليهود قبل مبعث النبي عليه السلام إذا قاتلوا قوماً قالوا : نسألك بالنبي الذي وعدتنا أن ترسله وبالكتاب الذي تنزله إلا تنصرنا، فكانوا ينصرون، فلما جاء النبي عليه السلام من ولد إسماعيل عرفوه وكفروا به بعد معرفتهم إياه فقال تعالى :﴿وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الذين كَفَرُواْ﴾ [ البقرة : ٨٩ ] إلى قوله :﴿أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنزَلَ الله بَغْيًا﴾ [ البقرة : ٩٠ ] أي حسداً.
وقالت صفية بنت حيي للنبي عليه السلام : جاء أبي وعمي من عندك فقال أبي لعمي ما تقول فيه ؟ قال : أقول : إنه النبي الذي بشر به موسى عليه السلام، قال : فما ترى ؟ قال : أرى معاداته أيام الحياة، فهذا حكم الحسد.
أما المنافسة فليست بحرام وهي مشتقة من النفاسة، والذي يدل على أنها ليست بحرام وجوه.
أولها : قوله تعالى :﴿وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون﴾ [ المطففين : ٢٦ ].
وثانيها : قوله تعالى :﴿سَابِقُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ﴾ [ الحديد : ٢١ ] وإنما المسابقة عند خوف الفوت وهو كالعبدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما إذ يجزع كل واحد أن يسبقه صاحبه فيحظى عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها.
وثالثها : قوله عليه السلام :" لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالاً فأنفقه في سبيل الله، ورجل آتاه الله علماً فهو يعمل به ويعلمه الناس ".


الصفحة التالية
Icon