فصل
قال الفخر :
اعلم أن هذا هو النوع الثالث من كيد اليهود مع المسلمين، وذلك لأنه روي أن فنحاص بن عازوراء، وزيد بن قيس ونفراً من اليهود قالوا لحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر بعد وقعة أحد : ألم تروا ما أصابكم، ولو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل ونحن أهدى منكم سبيلاً، فقال عمار : كيف نقض العهد فيكم ؟ قالوا : شديد، قال : فإني قد عاهدت أني لا أكفر بمحمد ما عشت، فقالت اليهود : أما هذا فقد صبأ، وقال حذيفة : وأما أنا فقد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخواناً، ثم أتيا رسول الله ﷺ وأخبراه فقال : أصبتما خيراً وأفلحتما، فنزلت هذه الآية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ٢١٣ ـ ٢١٤﴾
فصل في ذم الحسد
قال الفخر :
المسألة الأولى :
في ذم الحسد ويدل عليه أخبار كثيرة، الأول : قوله عليه السلام :" الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".