وقد منع الزمخشريُّ ذلك فقال :" ولا يَصِحُّ أنْ ينتصِبَ ب " أُخِذُوا " لأنَّ ما بعد كلمة الشرطِ لا يَعْمل فيما قبلَها ". وهذا منه مَشْيٌ على الجادَّةِ. وقوله :" ما بعد كلمةِ الشرط " يشملُ فعلَ الشرطِ والجوابِ. فأمَّا الجوابُ فتقدَّم حكمُه، وأمَّا الشرطُ فأجاز الكسائيُّ أيضاً تقديمَ معمولِه على الأداة نحو :" زيداً إنْ تَضْرِبْ أُهِنْكَ ". فتلخَّص في المسألة ثلاثةُ مذاهبَ : المَنعُ مطلقاً، الجوازُ مطلقاً، التفصيلُ : يجوز تقديمُه معمولاً للجواب، ولا يجوزُ تقديمُه معمولاً للشرط، وهو رأيُ الفرَّاء.
قوله :" وقُتِّلوا " العامَّةُ على التشديد. وقُرِئ بالتخفيف. وهذه يَرُدُّها مجيءُ المصدرِ على التَّفْعيل إلاَّ أَنْ يُقالَ : جاء على غيرِ صَدْرِه. وقوله :" سُنَّةُ اللَّهِ " قد تقدَّم نظيرها.
قوله :﴿ لَعَلَّ الساعة ﴾ : الظاهرُ أنَّ " لعلَّ " تُعَلِّق كما يُعَلِّق التمني. و " قريباً " خبرُ كان على حَذْفِ موصوفٍ أي : شيئاً قريباً. وقيل : التقديرُ : قيامَ الساعة، فرُوْعِيَتِ الساعةُ في تأنيث " تكون "، ورُوْعي المضافُ المحذوفُ في تذكير " قريباً ". وقيل : قريباً كَثُر استعمالُه استعمالَ الظروفِ فهو هنا ظرفٌ في موضعِ الخبر.
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٦٥)
قوله :﴿ فِيهَآ ﴾ : أي : في السَّعير لأنها مؤنثة، أو لأنه في معنى جهنم. و " لا يَجِدُون " حالٌ ثانية أو مِنْ " خالدين ".
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (٦٦)


الصفحة التالية
Icon