ثمّ رجع فأتى حجر نسائه فسلّم عليهنّ، فدعون له ربّه، ورجع إلى بيت زينب، فإذا الثلاثة جلوس يتحدّثون في البيت، وكان النبيّ ( عليه السلام ) شديد الحياء، فرجع رسول الله ﷺ فلمّا رأوا النبي ﷺ ولّى عن بيته خرجوا، فرجع رسول الله ( عليه السلام ) إلى بيته وضرب بيني وبينه ستراً، ونزلت هذه الآية.
وقال قتادة ومقاتل : كان هذا في بيت أُمّ سلمة، دخلت عليه جماعة في بيتها أكلوا، ثمّ أطالوا الحديث، فتأذّى بهم رسول الله ﷺ فاستحيى منهم أن يأمرهم بالخروج، والله لا يستحيي من الحقّ، فأنزل الله عزّ وجلّ :﴿ يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النبي إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ﴾ إلاّ أنْ تُدعوا ﴿ إلى طَعَامٍ ﴾ فيؤذن لكم فتأكلوه ﴿ غَيْرَ نَاظِرِينَ ﴾ منظرين ﴿ إِنَاهُ ﴾ إدراكه ووقت نضجه، وفيه لغتان أنىً وإنىً بكسر الألف وفتحها، مثل أَلّى وإِلّى ومَعاً ومِعاً، والجمع إناء، مثل آلاء وامعاء، والفعل منه أنى يأنى إنىً بكسر الألف مقصور، وآناء بفتح الألف ممدود. قال الحطيئة :

وأنيت العشا إلى سهيل أو الشعرى فطال بي الأنا
وقال الشيباني :
تمخضت المنون له بيوم أَنى ولكل حاملة تمام


الصفحة التالية
Icon