﴿ كُلُّهُنَّ ﴾ بالرفع تأكيد لنون ﴿ يرضين ﴾ وقرىء ﴿ وَيَرْضَيْنَ كُلُّهُنَّ بِمَا ءاتَيْتَهُنَّ ﴾ على التقديم، وقرىء شاذاً "كلهن" بالنصب تأكيداً لهن في ﴿ ءاتَيْتَهُنَّ ﴾ ﴿ والله يَعْلَمُ مَا فِى قلُوبِكُمْ ﴾ فيه وعيد لمن لم ترض منهن بما دبر الله من ذلك وفوض إلى مشيئة رسوله ﴿ وَكَانَ الله عَلِيماً ﴾ بذات الصدور ﴿ حَلِيماً ﴾ لا يعاجل بالعقوبة فهو حقيق بأن يتقي ويحذر.
﴿ لاَّ يَحِلُّ لَكَ النساء ﴾ بالتاء : أبو عمرو ويعقوب، وغيرهما بالتذكير لأن تأنيث الجمع غير حقيقي وإذا جاز بغير فصل فمع الفصل أجوز ﴿ مِن بَعْدِ ﴾ من بعد التسع لأن التسع نصاب رسول الله ﷺ من الأزواج كما أن الأربع نصاب أمته ﴿ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ ﴾ الطلاق.
والمعنى أن تستبدل بهؤلاء التسع أزواجاً أخر بكلهن أو بعضهن كرامة لهن وجزاء على ما اخترن ورضين فقصر رسول الله ﷺ عليهن وهن التسع التي مات عنهن : عائشة، حفصة، أم حبيبة، سودة أم سلمة، صفية، ميمونة، زينب بنت جحش، جويرية.
و"من" في ﴿ مِنْ أَزْوَاجٍ ﴾ التأكيد النفي وفائدته استغراق جنس الأزواج بالتحريم ﴿ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ﴾ في موضع الحال من الفاعل وهو الضمير في ﴿ تبَدَّلُ ﴾ أي تتبدل لا من المفعول الذي هو من أزواج لتوغله في التنكير، وتقديره مفروضاً إعجابك بهن.
وقيل : هي أسماء بنت عميس امرأة جعفر بن أبي طالب فإنها ممن أعجبه حسنهن.


الصفحة التالية
Icon