وعن عائشة وأم سلمة : ما مات رسول الله ﷺ حتى أحل له أن يتزوج من النساء ما شاء يعني أن الآية نسخت، ونسخها إما بالسنة أو بقوله ﴿ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أزواجك ﴾ وترتيب النزول ليس على ترتيب المصحف ﴿ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ﴾ استثنى ممن حرم عليه الإماء ومحل "ما" رفع بدل من ﴿ النساء ﴾ ﴿ وَكَانَ الله على كُلّ شَىْءٍ رَّقِيباً ﴾ حافظاً وهو تحذير عن مجاوزة حدوده.
﴿ يا أيّها الذين ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النبى إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ غَيْرَ ناظرين إناه ﴾ ﴿ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ﴾ في موضع الحال أي لا تدخلوا إلا مأذوناً لكم، أو في معنى الظرف تقديره إلا وقت أن يؤذن لكم، ﴿ غَيْرَ ناظرين ﴾ حال من ﴿ لاَ تَدْخُلُواْ ﴾ وقع الاستثناء على الحال والوقت معاً كأنه قيل : لا تدخلوا بيوت النبي إلا وقت الإذن ولا تدخلوها إلا غير ناظرين أي غير منتظرين.
وهؤلاء قوم كانوا يتحينون طعام رسول الله ﷺ فيدخلون ويقعدون منتظرين لإدراكه، ومعناه لا تدخلوا يا أيها المتحينون للطعام إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه، وإنى الطعام إدراكه يقال أَنى الطعام أني كقولك قلاه قلي.
وقيل : إناه وقته أي غير ناظرين وقت الطعام وساعة أكله.