وسئل عليه السلام عن هذه الآية فقال " إن الله وكل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي عليّ إلا قال ذانك الملكان غفر الله لك وقال الله وملائكته جواباً لذينك الملكين آمين، ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي عليّ إلا قال ذانك الملكان غفر الله لك وقال الله وملائكته جواباً لذينك الملكين آمين " ثم هي واجبة مرة عند الطحاوي، وكلما ذكر اسمه عند الكرخي وهو الاحتياط وعليه الجمهور.
وإن صلى على غيره على سبيل التبع كقوله "صلى الله على النبي وآله" فلا كلام فيه، وأما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة فمكروه وهو من شعائر الروافض.
﴿ إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ ﴾ أي يؤذون رسول الله، وذكر اسم الله للتشريف أو عبر بإيذاء الله ورسوله عن فعل ما لا يرضى به الله ورسوله كالكفر وإنكار النبوة مجازاً، وإنما جعل مجازاً فيهما وحقيقة الإيذاء يتصور في رسول الله لئلا يجتمع المجاز والحقيقة في لفظ واحد ﴿ لَعَنَهُمُ الله فِى الدنيا والآخرة ﴾ طردهم الله عن رحمته في الدارين ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾ في الآخرة ﴿ والذين يُؤْذُونَ المؤمنين والمؤمنات بِغَيْرِ مَا اكتسبوا ﴾ أطلق إيذاء الله ورسوله وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات لأن ذاك يكون غير حق أبداً، وأما هذا فمنه حق كالحد والتعزيز ومنه باطل.
قيل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون علياً رضي الله عنه ويسمونه.
وقيل : في زناة كانوا يتبعون النساء وهن كارهات.
وعن الفضيل : لا يحل لك أن تؤذي كلباً أو خنزيراً بغير حق فكيف إيذاء المؤمنين والمؤمنات ﴿ فَقَدِ احتملوا ﴾ تحملوا ﴿ بهتانا ﴾ كذباً عظيماً ﴿ وَإِثْماً مُّبِيناً ﴾ ظاهراً.
﴿ يا أيّها النبى قُل لأزواجك وبناتك وَنِسَاء المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جلابيبهن ﴾ الجلباب : ما يستر الكل مثل الملحفة عن المبرد.
ومعنى ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جلابيبهن ﴾ يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن.


الصفحة التالية
Icon