اذكر ﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى النار ﴾ تصرّف في الجهات كما ترى البضعة تدور في القدر إذا غلت، وخصصت الوجوه لأن الوجه أكرم موضع على الإنسان من جسده أو يكون الوجه عبارة عن الجملة ﴿ يَقُولُونَ ﴾ حال ﴿ ياليتنا أَطَعْنَا الله وَأَطَعْنَا الرسولا ﴾ فنتخلص من هذا العذاب فتمنوا حين لا ينفعهم التمني ﴿ وَقَالُواْ رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا ﴾ جمع سيد.
﴿ ساداتنا ﴾ شامي وسهل ويعقوب جمع الجمع، والمراد رؤساء الكفرة الذين لقنوهم الكفر وزينوه لهم ﴿ وَكُبَرَاءنَا ﴾ ذوي الأسنان منا أو علماءنا ﴿ فَأَضَلُّونَا السبيلا ﴾ يقال : ضل السبيل وأضله إياه، وزيادة الألف لإطلاق الصوت جعلت فواصل الآي كقوافي الشعر، وفائدتها الوقف والدلالة على أن الكلام قد انقطع وأن ما بعده مستأنف ﴿ رَبَّنَا ءاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العذاب ﴾ للضلال والإضلال ﴿ والعنهم لَعْناً كَبِيراً ﴾ بالباء عاصم ليدل على أشد اللعن وأعظمه، وغيره بالثاء تكثيراً لأعداد اللعائن.
ونزل في شأن زيد وزينب وما سمع فيه من قاله بعض الناس ﴿ يا أيّها الذين ءامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كالذين ءاذَوْاْ موسى فَبرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُواْ ﴾ "ما" مصدرية أو موصولة، وأيهما كان فالمراد البراءة عن مضمون القول ومؤاده وهو الأمر المعيب.
وأذى موسى عليه السلام هو حديث المومسة التي أرادها قارون على قذفه بنفسها أواتهامهم إياه بقتل هرون فأحياه الله تعالى فأخبرهم ببراءة موسى عليه السلام كما برأ نبينا عليه السلام بقوله :﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ ﴾ ﴿ وَكَانَ عِندَ الله وَجِيهاً ﴾ ذا جاه ومنزلة مستجاب الدعوة.
وقرأ ابن مسعود والأعمش ﴿ وَكَانَ عَبْداً للَّهِ وَجِيهاً ﴾.
ياأيها الذين ءامَنُواْ اتقوا الله وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } صدقاً وصواباً أو قاصداً إلى الحق.


الصفحة التالية
Icon