وقوله تعالى :﴿ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَاْن ﴾ أي : عند عرضها عليه، إما باعتبارها بالإضافة إلى استعداده، أو بتكليفه إياها يوم الميثاق - أي : تكلفها والتزامها مع ما فيه من ضعف البنية ورخاوة القوة - وهو إما عبارة عن قبوله لها بموجب استعداده الفطري، أو عن اعترافه بقوله : بلى. وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ اعتراض وسط بين الحمل وغايته، للإيذان من أول الأمر بعدم وفائه بما عهده وتحمله - أي : أنه كان مفرطاً في الظلم، مبالغاً في الجهل ؛ أي : بحسب غالب أفراده الذين لم يعملوا بموجب فطرتهم السليمة، أو اعترافهم السابق دون من عداهم من الذين لم يبدلوا فطرة الله تبديلاً، وإلى الفريق الأول أشير بقوله عز وجل :


الصفحة التالية
Icon