أي تقريبا مرضيا واسم الموصول واقع على الأموال والأولاد جميعا لأن جمع التكسير يستوي فيه عقلاؤه وغير عقلائه في حكم التأنيث ولأن المجموع منها بمعنى جماعة فلذلك صح الإفراد فيه والتأنيث "إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ" هم المقربون عند اللّه الحائزون على رضانا لا المتولون الجاهدون أنفسهم بجمع الحطام فمثل هؤلاء المؤمنين الذين دعموا إيمانهم بالأعمال الصالحة "لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا" فيضاعف لهم الواحد بعشرة إلى سبعمئة وإلى ما شاء اللّه "وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ" الطبقات العالية من الجنان يسكنون منعّمون "آمِنُونَ ٣٧" من كل هائل وشاغل في مقعد صدق عند مليك مقتدر "وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي" إبطال "آياتِنا" ويفسدون في الأرض معاندين لنا يحسبون أنفسهم "مُعاجِزِينَ" لا نقدر عليهم فائتين من عذابنا سابقين قدرتنا "أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ ٣٨" من قبل ملائكتنا لا يجديهم ما عولوا عليه ولا ينفعهم ما أمّلوه "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ" في وجوه البر والخير وصلة الرحم "فَهُوَ يُخْلِفُهُ" من فضله الواسع "وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ٣٩" لأن رزق السلطان جنده والسيد مملوكه والرجل عياله من رزق اللّه تعالى أجراه على يدهم، وقد يكون في رزقهم منّ ولا منّ في رزق اللّه.
وهذه الآية بخلاف الآية الأولى لأنها كانت ردا على الكفرة وهي عامة وخالية من الضمير بعد كلمة (يَقْدِرُ) ومن كلمة (لِمَنْ يَشاءُ) وهذه خاصة ومقيدة بلفظ من عباده وبالضمير ولشخص واحد باعتبارين والضمير فيها وإن كان بموقع المبهم إلا أن الآية الأولى خالية منه وذكره بعد مشتملا عليه كالقرينة على إرادة التخصيص فلا تكرار لأنها مساقة للوعظ والتزهيد في الدنيا والحض على التقرب إليه تعالى بالإنفاق والأولى مساقة للرد على الكفرة.


الصفحة التالية
Icon