و بكتابك وبربك "آمَنَّا" الآن "بِهِ" بذلك كله وطلبوا العودة إلى الدنيا ليقروا بإيمانهم لديك، ولكن فاتهم هذا إذ تركوه وراءهم "وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ" لهذا الإيمان في الآخرة وقد فات وقته في الدنيا ولا يمكن العودة إليها ليتمكنوا من تناول ما يريدونه "مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ٥٢" عنها إذ لا بعدا أبعد مما بين الدنيا والآخرة وكان تناول الإيمان في الدنيا قريبا منهم فأهملوه، والتناوش هو التناول عن قرب بسهولة قال الراجز :
فهي تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجواز الفلا
وقال بعضهم إن التناوش أرادوا به الرجوع إلى الدنيا واستدل بقول الأنباري :
تمنى أن تؤوب إلي مي وليس إلى تناوشها سبيل


الصفحة التالية
Icon