فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة


قال ابن خالويه :
ومن سورة سبأ
قوله تعالى ﴿ عالم الغيب ﴾ يقرأ علام الغيب وعالم الغيب بالخفض وعالم بالرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا لقوله ﴿ بلى وربي ﴾ لأنه مخفوض بواو القسم فأما علام فهو أبلغ في المدح من عالم وعليم ودليله قوله في آخرها ﴿ قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب ﴾
وقيل بل شدد دلالة على التكثير لأنه مضاف إلى جمع والحجة لمن قرأه بالرفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف معناه هو عالم الغيب
قوله تعالى ﴿ لا يعزب ﴾ يقرأ بضم الزاي وكسرها وقد ذكر
قوله تعالى ﴿ من رجز أليم ﴾ يقرأ بالخفض والرفع فالحجة لمن خفض أنه جعله وصفا للرجز والحجة لمن رفع أنه جعله وصفا لقوله ﴿ لهم عذاب ﴾ ومعنى أليم مؤلم موجع
قوله تعالى ﴿ إن نشأ نخسف ﴾ ﴿ أو نسقط ﴾ يقرآن بالنون والياء فالحجة لمن قرأ بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن ذاته والحجة لمن قرأ بالياء أنه جعله من إخبار النبي ﷺ عن ربه عز وجل واتفق القراء على إظهار الفاء عند الباء إلا ما قرأه الكسائي مدغما وحجته أن مخرج الباء من الشفتين ومخرج الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى فاتفقا في المخرج للمقاربة إلا أن في الفاء تفشيا يبطل الإدغام فأما إدغام الباء في الفاء فصواب
قوله تعالى ﴿ ولسليمان الريح ﴾ اتفاق القراء على نصب الريح إلا ما رواه أبوبكر عن عاصم بالرفع فالحجة لمن نصب إضمار فعل معناه وسخرنا لسليمان الريح فأما الحجة لعاصم فإنه رفعه بالابتداء ولسليمان الخبر
قوله تعالى ﴿ كالجواب ﴾ اتفق القراء على حذف الياء في الوقف إلا ابن كثير فإنه أثبتها على الأصل
قوله تعالى ﴿ تأكل منسأته ﴾ يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه اتى باللفظ على أصل الاشتقاق لأن العصا سميت بذلك لأن الراعي ينسئ بها الإبل عن الحوض أي يؤخرها والحجة لمن ترك الهمز أنه أراد التخفيف


الصفحة التالية
Icon