قوله تعالى ﴿ ربنا باعد بين أسفارنا ﴾ يقرأ بتشديد العين وكسرها من غير ألف وبالتخفيف وإثبات الألف بين الباء والعين فالحجة لمن شدد أنه أراد التكرير يعني بعد بعد وهو ضد القرب والحجة لمن أدخل الألف وخفف أنه استجفى أن يأتي بالعين مشددة فأدخل الألف وخفف كقوله تعالى ﴿ عقدتم ﴾ و ؟ < عاقدتم > ؟ وقد ذكرت علله هناك بأبين من هذا وهما في حال التشديد والتخفيف عند الكوفيين مجزومان بلام مقدرة حذفت مع حرف المضارعة وعند البصريين مبنيا على معنى الطلب بلفظ الأمر على ما وجب للفعل في الأصل
قوله تعالى ﴿ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ﴾ يقرأ بتشديد الدال وتخفيها ومعناهما قريب وذلك أن إبليس لعنه الله قال ﴿ ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ﴾ ظانا لذلك
لا متيقنا فلما تابعه عليه من سبقت له الشقوة عند الله عز وجل صدق ظنه عليهم
قوله تعالى ﴿ إلا لمن أذن له ﴾ يقرأ بضم الهمزة دلالة على ما لم يسم فاعله ونصبها إخبارا بالفعل عن الله عز وجل
قوله تعالى ﴿ وهم في الغرفات ﴾ يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أجتزأ بالواحد عن الجمع كقوله تعالى ﴿ والملك على أرجائها ﴾ يريد به الملائكة والحجة لمن جمع قوله تعالى ﴿ لهم غرف من فوقها غرف ﴾ وكل صواب اللفظ قريب المعنى
قوله تعالى ﴿ وأنى لهم ﴾ يقرأبالتفخيم على الأصل وبالإمالة لمكان الياء وبين بين تعديلا بين اللغتين
قوله تعالى ﴿ التناوش ﴾ يقرأبتحقيق الهمز وإبداله فالحجة لمن همز أنه أراد التباعد والحجة لمن ترك الهمز أنه اراد التناول وأنشد لرؤبة في الهمز الذي هو بمعنى البعد
قوله :
كم ساق من دار امرئ جحيش
إليك نأش القدر النؤوش
وأنشد لغيره في ترك الهمز الذي هو بمعنى التناول
قوله :
فهي تنوش الحوض نوشا من علا
نوشا به تقطع أجواز الفلا. أ هـ ﴿الحجة فى القراءات السبعة صـ ٢٩١ ـ ٢٩٦﴾


الصفحة التالية
Icon