وقال ابن زنجلة :
٣٤ - سورة سبأ
قل بلى وربي لتأتينكم علم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة ٣
قرأ نافع وابن عامر عالم الغيب بالرفع على المدح أي هو عالم فهو خبر ابتداء محذوف ويجوز أن يكون عالم ابتداء وخبره لا يعزب عنه
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم عالم بالخفض جعلوه صفة لله المعنى الحمد لله عالم الغيب ويجوز أن يكون صفة للرب في قوله قل بلى وربي عالم الغيب أو بدل منه وربي جر بواو القسم
وقرأ حمزة والكسائي علام الغيب بالخفض واللام قبل الألف وهو أبلغ في المدح من عالم والعرب تقول رجل عالم فإذا زادوا في المدح قالوا عليم فإذا بالغوا قالوا علام وحجتهم قوله قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب و إنك أنت
علام الغيوب وحجة عالم قوله عالم الغيب والشهادة
قرأ الكسائي لا يعزب بكسر الزاي وقرأ الباقون بالرفع وهما لغتان تقول عزب يعزب ويعزب مثل عكف يعكف ويعكف
والذين سعوا في ءايتنا معجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ٥
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والذين سعوا في آياتنا معجزين بغير ألف أي مثبطين مبطئين أي يثبطون ويبطئون الناس عن رسول الله صلى الله عليه وقيل معجزين معناه أنهم يعجزون من آمن بها
وقرأ الباقون معاجزين أي معاندين وقال الزجاج معاجزين أي مسابقين
قرأ ابن كثير وحفص لهم عذاب من رجز أليم بالرفع وفي الجاثية مثله جعلاه نعتا للعذاب أي لهم عذاب أليم من رجز
وقرأ الباقون من رجز أليم خفضا جعلاه نعتا للرجز والرجز العذاب بدلالة قوله لئن كشفت عنا الرجز وقال فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء فإذا كان الرجز العذاب وصف ب أليم كما أن نفس العذاب قد جاز أن يوصف به في نحو قوله ولهم عذاب أليم ومثل هذا في أن الصفة تجري على
المضاف مرة وعلى المضاف إليه أخرى قوله بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ و محفوظ فالجر على حمله على اللوح والرفع على حمله على القرآن وإذا كان القرآن في لوح وكان اللوح محفوظا فالقرآن محفوظ


الصفحة التالية
Icon